لحن الزعفران بقلم شامه الشعراوي
أنا مستهلش منكم كل دا وباللى عمله كسرني بجد.
ضمتها الجدة وهى تبكي بحزن على حال حفيدتها
على عيني يانور عيني لو بأيدي كنت وقفت الجوزاة دى لكن ابوكى دماغه جزمة مش بيسمع لحد وبعدين متزعليش رائف شكله شاب خلوق وكويس وباين عليه بيحبك أنتى ماشوفتيش بيبصلك بحب ازاى يمكن هو يعوضك عن كل حاجة وحشه حصلتلك فى حياتك.
تفتكرى هيكون عوضى وسعادتي ولا هيكون تعاستي.
الجدة بأبتسامة حزينة أكيد هيبقى سعادتك فوضى أمرك لربك وهو هيصلح الحال.
بعد لحظات قاموا الفتيات بتزينها مرة أخرى وقام أدم بمسك يديها ونزل بها إلى الأسفل بعد ما رفضت أن تنزل مع والدها.
جلست على الكرسى بجانب أخيها فقام المأذون ببدأ عقد القرآن..فاقت من شرودها على قول بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير...نظرت إلى رائف الذى كان يبتسم لها ولكنها شعرت بأنقباض فى صدرها تقدم منها اخويها الأربعة وهم يباركون لها بكل سعادة وحب. ثم ودعتها نازلي والجدة پبكاء مرير كأنها تزف فى جنازة وليس فى فرح.
قال بأبتسامة خبيثة تشبه فحيح الأفاعي جعلت قلبها يسقط أرضا
أهلا بك فى چحيمي الأسود فيروزة.
تحدثت فيروزة بدموع
رائف أنت بتعمل ايه أبعد عني أرجوك.
رفعت سبابتها بوجهه وقالت پخوف
اڼتقام ايه وبعدين أياك تقرب مني أنت فاهم مكنتش أعرف أنك بالحقارة دى.
فى قصر خيالى عملاق مثل القلعة يشبه أحد قصور العصر الفيكتورى كان يتزين بلاط القصر بالرخام الأبيض وأسقفه مزخرفة بشكل منسق وجميل ونوافذ طويلة من الزجاج الشفاف موضع عليها ستائر من الدانتيل الهادئ فكان عبارة عن تحفة فنية وكل شئ متناسق بطريقة تأخذ العقل.
كان يمسك بين يديه سلسله فضية على هيئة فراشة باللون البنفسجي ظل يتأملها وهو يتذكر صاحبة العيون
الفيروزية التى جعلت قلبه الجليدي ينبض لها أخذ يتذكر تلك اللحظة التى كان يحملها بين يديه وهو يضعها على فراش المستشفي و بعد ما أبتعد عنها رأى تلك السلسله تسقط منها فأخذها وأحتفظ بها لنفسه كذكرة جميلة منها بدأ يهمس بداخله وهو مازال محدق بالسلسله قائلا
الټفت يمينا وهو يرى باب غرفته يفتح بهدوء فقام بوضع السلسله تحت المنضدة ثم ألقى بصره لذلك الصغير المتطفل الذى أقترب منه سريعا وهو يقول بمرح بابي أنت نايم.
بحب ابوي قائلا لا يابطلي كنت لسه هنام وبعدين أنت صاحي ليه لحد دلوقتى مش قولنا ممنوع السهر.
أردف عمران بابتسامة مرحة طبعا ياقلب بابي بس متتعودش على كدا يابطلي.
تحدث سفيان بسعادة أنت أحلى بابي فى الدنيا.
قبله عمران على رأسه وانت أحلى سفيان فى الدنيا.
تمدت عمران على الفراش واحتوء أبنه بين ذراعيه فقال الصغير ببرائة النهاردة تيتا سألت عنك كتير هو حضرتك بقيت مش بتقعد معانا زي الأول ليه هو أنت مش حابب تقعد تلعب معايا.
قرصه من أرنبه أنفه ثم قال حبيبى مش حكاية أنى مش عايز أقعد معاكم زى ما أنت فاكر كل الحكاية ياسيدي أنى عندي شغل كتير الفترة دى وڠصب عني مش بعرف أقعد معاكم زى الأول بس أوعدك أول ما أخلص الشغل هفضل معاك ومش هسيبك ابدا دا أنت أغلى حاجة عندي وبعدين هو أنا بقصر معاك فى أى حاجه بتطلبها.
هز رأسه رافضا وهو يقول بحزن بس أنت بتوحشني اوي يابابي.
تحدث عمران بحنان
وأنت كمان بتوحشني وعلشان خاطرك ياعمري هاخد بكرا أجازة من الشغل ونقضيها مع بعض خروجات وفسح ولعب زى ما أنت عايز إيه رأيك ياباشا.
هتف سفيان بسعادة يعيش بابي كدا انا أحبك.
قهقة الأخر بقوة على كلام أبنه الوحيد وقال بمرح دلوقتى أحبك يابابي واد مصلحجى بصحيح.
بعد مرور بضع دقائق غفى الطفل على ذراع والده بهدوء وفى هذا الأثناء دلفت إليهم رحمة والدة عمران فاعتدل الأخر فى جلسته وهو يقول بأستغراب أمي محتاجة حاجة ياست الكل.
أقتربت منه وهى تبتسم أبدا ياحبيبي قلقت على سفيان لما ملقتهوش فى أوضته فجيت أطمن إذا كان نايم معاك ولا لأ.
عمران متقلقيش عليه يا ست الكل الباشا جالى من شوية وقالى عايز انام النهاردة معاك يابابي وانا طبعا مقدرش أرفضله طلب وابعده عن حضڼي دا أبني حبيبي وحته من روحي.
اردفت رحمة بحنان ربنا ما يحرمكم من بعض.
قبل عمران يديها قائلا ولا يحرمني منك ياأمي ولا من حنانك عليا أنا وأبني مش عارف من غيرك أعمل ايه لوله وقوفك جنبي ومعايا مكنتش عرفت أربي أبني لوحدي.
تحدثت حنان بهدوء ده حفيدي ياعمران حته منك ياروحي واديله عينيا .. بس ياحبيبي أبنك بدأ يكبر وبقا عنده ٧ سنين وبقا محتاج لأم بردو فى حياته و لازم تتجوز ويبقى عندك زوجة وأم لابنك وتجبله أخوات بدل ما هو وحيد أو حاول ترجع مراتك تاني ليك وتسامحها كل أنسان مننا بيغلط وهى اكيد لما تشوف أبنها قلبها هيحن وهتعرف أنها غلطت.
نظر إليها بذهول
فقال بضيق
ماما ايه اللى بتقوليه دا ارجع مراتي تاني لعصمتي أنتي ناسية هى عملت ايه فيا و نسيتي أن هى أول ما خلفت رمت ابنها وهو حته حمرا وقالت مش عايزاه يوقفلى حياتي أبني لحد دلوقتى ميعرفش مين أمه حتى دى واحدة ماتستاهلش أني أديها فرصة تانية هى سابتني فى عز ما كنت محتاجلها مكنتش أعرف أن هى أتجوزتني عشان فلوسي ومع أول مشكلة حصلتلي فى شغلي وخسړت كل حاجة طلبت مني الطلاق رغم أنى فضلت أتحايل عليها واقولها كل حاجة هتتحل وظروفي هتتحسن لكن هى مكنش فارق معاها كلامي ولا حتي كان فارق معاها سفيان كل اللى هاممها الفلوس ومظهرها لكن أنا وأبني نتفلق ...أنا أكتر حاجة ندمان عليها فى حياتي أن اتجوزت المخلوقة دى وهتفضل أوسخ قرار خده فى عمري كله وندمان عليه.
ربتت على يديه بحزن قائلة
حقك عليا يابني خلاص فكك من سيرتها خالص طب بص أنا عندى عروسة ليك بنت جميلة ومؤدبه ومثقفه وأنت كمان تعرفها.
تحدث عمران بسخرية وياترى بنت صحبتك سعاد ولا بنت صحبتك عزة.
رحمة أنت بتتريق ياعمران يابني أنا عايزة أفرح بيك واشوفك مبسوط فى حياتك مع زوجة تصونك وتحبك وتاخد بالها منك ومن أبنك لان هو كمان محتاج يكون عنده أم زى بقية أصحابه.
أردف عمران بأبتسامة ساحرة حاضر ياأمى أول لما الاقى اللى خطفت قلبي هتجوزها على طول.
نظرت إليه رحمة بخبث اممممم يعني فى واحدة خطفت قلبك زى ما
بتقول صح.
أشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يشعر بحرج فقد كشف أمره أمامها فقال بتوتر أنا ياست الكل أبدا مفيش الكلام دا.
رحمة بمرح ياولاه على أمك حبيبتك الكلام ده اذا كان أنت وقعت بلسانك قدامي ها قولى مين هى سعيدة الحظ اللى خلت المقدم عمران قلبه يدق من أول وجديد.
أبتسم ثغره بسعادة عندما تذكر تلك الفتاة التى أسرت قلبه فقال بتوهان فيروزة.
نظر إليه والدته بعدم فهم أفندم أنت بتقول ايه.
الټفت ببصره إليها قائلا بهدوء أسمها فيروزة يا أمي شوفتها صدفة على الطريق من فترة وفعلا كانت أجمل صدفة تحصلي فى حياتي.
رحمة يعني شوفتها بس ولا قعدوا مع بعض واتكلمته.
عمران شوفتها وأتكلمنا بس من وقتها ماشوفتهاش تاني.
رحمة طب أنت مش معاك نمرة تليفونها أو عارف بيتها.
عمران عارف بيتها بس ليه بتسألى.
رحمة بأبتسامة عشان اروح أخطبهالك ياقلبي.
ضحك عمران بخفة شكل حضرتك ياست الكل زهقتى وعايزة تجوزيني عشان تخلصي مني صح اعترفى.
رحمة أبدا ياحبيبي بس مدام هى عجباك ليه متروحش تتجوزها قبل ما تضيع منك.
عمران بهدوء كل شئ بأوان يا أمي سبيها على ربك إذا أراد أن يجمعني بها سيفعل ذلك قريبا.
فى اليوم التالى
كانت تجلس الفتيات مع جدتهم فى غرفة الجلوس فدخل عليهم على وجلس على المقعد بتعب شهقة لارين بفزع عندما رأت وجهه مليئ بالكدمات اقتربت منه أخته سهر الذى قالت بقلق على ايه اللى حصلك ومين عمل فيك كدا.
تحدث على بإرهاق أهدوا متخافوش دى حاډثة بسيطة حصلتلي فى الجامعة.
الجدة سهر هاتى علبة الأسعافات الأولية من فوق بسرعة.
سهر حاضر ياتيتا.
وضعت الجدة يديها على كتفه وقالت بهدوء ممكن أفهم ياجلاب المصاېب مين اللى شلفط وشك كدا.
على بضيق ولا حاجة محدش أصلا يقدر يعملي حاجة.
سارة بسخرية لا ما هو واضح أوى من وشك أن محدش يقدر يعملك حاجة ياسى على.
أمسك المخدة التى بجانبه والقها عليها قائلا پغضب
استني عليا ياسوسة لما أفوقلك والله لانفخك.
جاء معاذ من الخارج وهو يستشيط ڠضبا فأقترب من أخيه سريعا ولكمه فى وجهه بقوة ثم قام بجذبه إليه من ملابسه وقال پغضب عارم بقا ياحيوان سايب شوية شباب صيع يعلموا عليك.
على بأختناق هما اللى خدوني غدر ومعرفتش أدافع عن نفسي.
معاذ بصوت عال ليه مش راجل أنت عشان تدافع عن نفسك .
تحدثت الجدة بقلق معاذ سيب أخوك مش شايفه تعبان أزاى.
معاذ مش هسيبه غير لما يتربى ويعرف ازاى
يدافع عن نفسه وياخد حقه مش يسيب شوية زباله ملهمش لازمه يعملوا فيه كدا.
أقتربت لارين منه قائلة پخوف معاذ عشان خاطرى سيبه سارة قوليله حاجة.
أردفت سارة ببردو ماليش دعوة يستاهل اللى يجراله.
أمسكت لارين يد معاذ وقالت پبكاء سيبه بالله عليك يامعاذ حرام اللى بتعمله دا ...زادت دموعها پخوف فأبتعد معاذ عن أخيه
وأقترب منها بلهفة خلاص أهدى أنا سبته أهوى.
مد يديه و مسح دموعها المتساقطة على