الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية قطه في عرين الاسد بقلم بنوته اسمرة

انت في الصفحة 6 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

نتكلم فيه سوا وأوصلك فى طريقى
نظرت اليه پحده قائله 
آسفه مبركبش عربية حد بعد اذنك
همت بالمغادرة لكنه أمسك ذراعها يوقفها قائلا
حيلك حيلك انتى بتتكملى معايا كده ليه
قائله پغضب 
انت ازاى تسمح لنفسك تمسكنى كده ملكش عندى غير شغل وبس وأنا دلوقتي مش فى ساعات العمل بتاعتى
نظر اليها بسخرية من رأسها الى أخمص قدمها قائلا 
فى ايه اوعى تكونى شايفه نفسك حاجه أنا كل اللى قصدته انى اتكلم فى الشغل دماغك راحت فين هو انتى مبتشوفيش نفسك فى المرايه ولا ايه فكرانى هبص لواحده لوكل زيك
احمر وجهها من الڠضب والتفتت تنصرف بدون أن ترد عليه كانت تشعر بالحنق والضيق لتلك الإهانة التى تعرضت لها ركبت فى المترو وهى تقاوم انهمار دموعها بصعوبة لكنها تركت لعبراتها العنان بعدما عادت الى بيتها وعزمت على اخبار عماد فى الصباح بقرارها بعدم رغبتها فى العمل على الحملة الدعائية لشركة خالد
فى سكون الليل وفى احد الأماكن الهادئة التى تخلو من المارة وقف رجل ملثم ينظر يمينا ويسارا وهو متململا قلقا حتى رآى فتاة مقبلة فى اتجاهه وهى تنظر خلفها بنية أنزل جمال اللثام عن وجهه قائلا 
حبيبتى وحشتيني جوى
أوقال 
وحشتيني جوى يا صباح
ارتبكت صباح وقالت بخجل 
وانت كمان يا جمال وحشتنى جوى مكنتش عارفه آجى النهاردة خرجت بالعافية بعد ما أبويا نام
شوفت اللى صاير فينا يا جمال ياسين أخوى اتجتل
قال جمال 
معلش يا حبيبتى بكرة يمسكوا باللى جتله انتى وحشانى
جوى جوى
ثم أبعدته قائله 
أنا همشى لحدا يشوفنا 
هشوفك تانى امتى
ماعرفش هبجى أكلمك زى
كل مرة يلا انا ماشية يا جمال
مشت الفتاة وهى تلتفت خلفها وسارت فى طريقها الى منزلها فوجدت والدتها تقول 
كنتى فين يا صباح
قالت بإرتباك 
مكنتش فى حتى يامه كنت بتمشى شويه
قالت أها پغضب 
فى الوجت ده انتى اتجننتى فى عجلك يا صباح امشى انجرى على اوضتك جبر يلمك قليلة الربايه صحيح
دخلت صباح غرفتها وأغلقت الباب بعصبيه ثم جلست على فراشها تتذكر حبيبها جمال وتلك اللحظات التى اختلستها فى سكون الليل للالتقاء به 
يتبع
الحلقة الرابعة 
قضت مريم ليلتها وهى تشعر بالألم والحزن بسبب الإهانة التى تعرضت لها من خالد وعزمت على ترك حملته تماما توجهت مريم فى الصباح الى مكتب عماد وقالت له 
لو سمحت يا أستاذ عماد أنا مش حبه أمسك حملة شركة المقاولات
نظر اليها عماد بإستغراب قائلا 
ليه 
فكرت قليلا ثم قالت 
يعني مش حبه وخلاص ممكن أبدل الحملة دى مع أى حد من زمايلي وآخد الشغل بتاعه
صمت عماد قليلا ثم قال
طيب بدلى مع سهى وخدى الحملة اللى هتبدأ فيها
شكرته قائله 
شكرا يا أستاذ عماد
همت بالإنصراف لكنه أوقفها قائلا
مريم
أيوة
نظر اليها متمعنا ثم قال 
انتى كويسة
أومأت برأسها قائله 
الحمد لله
ظل ينظر اليها قليلا ثم قال 
لو احتجتى لأى حاجة عرفيني
نظرت اليه بإمتنان وقالت 
شكرا يا أستاذ عماد
خرجت وعينا عماد تتابعانها فى أسى ثم انكب على عمله 
قالت مريم ل سهى 
سهى أستاذ عماد قالى أبدل معاكى حملة شركة المقاولات بالحملة اللى فى ايديكى
نظرت اليها كل من مى و سهى بدهشة قالت سهى 
ليه اشمعنى
مفيش هو قالى كده
مفيش مشكلة هاتى الملف بتاع الحملة وخدى ملف حملتى أهو
بدأت مريم فى العمل على الحملة الجديدة وهى تحاول أن تتناسى كلمات خالد الچارحة التى قالها لها بالأمس
نظر عثمان الى أخته صباح التى وقفت تصفف شعرها أمام المرآة قائلا 
انتى مش هتبطلى وجوف جدام المرايه ولا اييه جومى شوفى أمك وساعديها فى تحضير الوكل
قالت بحنق 
حاضر نازله
صاح قائلا
يلا يا بت انجرى بلاش دلع وجلة حيا
صاحت قائله 
هو آنى عملت اييه يعني حاجة غريبة صحيح
صاح عبد الرحمن قائلا 
هو انتوا مش هتبطلوا خناج أبدا لازمن كل يوم نسمع الخلج صوتنا
نزلت صباح وهى تتمتم پغضب جلس عثمان بجوار أبيه على الأريكة ساهما ثم قال 
تفتكر مين اللى عمل اكده يا بوى
تنهدت عبد الرحمن وقال 
علمى علمك يا ولدى علمى علمك
ثم قال بأسى 
فجدت ابنى ياسين ومن جبله خيري الله يرحمهم التنين
الله يرحمهم
الټفت عثمان الى أبيه قائلا 
لسه مفيش أخبار عن ولاد خيري خوى الله يرحمه
قال عبد الرحمن پألم 
لا والله ياولدى آنى ما خليت شئ إلا وعميلته آني حتى مخبرش بجيله كام ولد عايش آني معرفش غير ان بنته ماټت معاه فى الحاډثة والناس جالولى انه مخلف غيرها لكن مخبرش ولاد ولا بنات عايشين ولا ميتين وين أراضيهم مخبرش
قال عثمان بحزم 
لازمن نلاجيهم ونلم لحمنا يابوى
ان شاء الله يا ولدى ان شاء الله هنلاجيهم ونجيبهم يعيشوا معانا اهنه
تقدم رجل الى مكتب سكرتيرة مراد قائلا 
أنا مندوب جمعية رسالة وعندى معاد مع الأستاذ مراد خيري
قالت له السكرتيرة 
اتفضل استريح
تقدم الرجل الى مكتب مراد الذى قام ليصافحه قائلا 
أهلا بيك اتفضل اعد
قدم الرجل الكارنيه والبطاقة الى مراد قائلا 
أنا مندوب من جمعية رسالة أولا أنا شاكر لحضرتك انك سمحتلى آخد من وقتك وآسف لو كنت هعطلك
قال له مراد 
لا أبدا اتفضل
تحدث الرجل قائلا 
جمعية رسالة لو حضرتك مسمعتش عنها دى جمعية خيرية ليها أنشطة كتير جدا اتأسست فى مصر سنة 1999 بدأت كحركة طلابيه فى كلية الهندسة وبعدين نشاطها وسع لما تم لتبرع بقطعة أرض فى فيصل وقدرنا بمجهوداتنا اننا نشهر الجمعية وحاليا لينا أكتر من 50 فرع فى جميع أنحاء الجمهورية من نشاطاتنا مساعدات الأسر الفقيرة محو الأمية خدمات للمكفوفين كفالة اليتيم رعاية الصم والبكم رعاية المعاقين ذهنيا مستوصفات خيريه 
صمت قليلا ثم قال 
وتوفير كراسى متحركة وأطراف صناعية للغير القادرين
أومأ مراد برأسه فتنحنح الرجل قائلا 
يعني أنا دايما بشوف ان ميحسش بالناس دى غير
اللى مر بظروفهم وعشان
كدة جيت لحضرتك النهاردة لو تحب تساهم معانا فى مساعدة الناس دى
أومأ مراد برأسه ودون أن يتكلم أخرج دفتر شيكات من درج مكتبه وقلما أنيقا وذيل الشيك بتوقيعه وكتب مبلغا اتسعت له ابتسامة الرجل وشكره بحراره وأعطاه وصلا قائلا 
حقيقي متشكرين جدا يا أستاذ مراد وأنا كنت واثق من كرم اخلاقك 
ومتشكرين مرة تانية
أومأ مراد برأسه دون كلمه استأذن الرجل وانصرف شرد مراد قليلا وعلامات الحزن على وجهه ثم

ما لبث أن عاد الى الملفات التى أمامه واندمج فى عمله
مرة أخرى
توجهت مريم مع مى الى منزلها استقبلتها والدتها بترحاب شديد 
ازيك يا مريم أخبارك ايه
ابتسمت مريم قائله 
الحمد لله يا طنط ازى حضرتك
بخير يا مريم الحمد لله
ثم التفتت الى مى قائله 
يلا خدى صحبتك على أوضتك عمال ما أجهزلكوا الغدا
قالت مريم بحرج 
معلش يا طنط تعبت حضرتك
ابتسمت والدة مى وقالت 
لا يا حبيبتى أبدا مفيش تعب ولا حاجه
دخلت الفتاتان الى الغرفة قالت مي 
فكى الطرحة مټخافيش بابا مش بييجي دلوقتى
أومأت مريم برأسها اقتربت منها مى وجلست بجوارها على السرير قائله 
حالك مش عاجبنى يا مريم
حاولت مريم رسم ابتسامة على شفتيها قائله 
ليه مالى ما أنا كويسه أهو
نظرت اليها مى بحزن وقالت 
لحد امتى هتفضلى عايشة لوحدك كده كده غلط عليكي يا مريم لا بتشوفى حد ولا بتتكلمى مع حد أنا مش عارفه ازاى طايقه تعيشي فى البيت لوحدك
ظهرت سحابة حزن فى عينيها وقالت 
أعمل ايه قدرى كده
قالت مى بحماس 
ما هو انتى لو تفكيها شوية يعني أشرف كان شكله باين عليه انه عايز 
قاطعتها مريم پحده 
تانى يا مى مش قولتلك مش عايزة أتكلم فى موضوع أشرف ده
قالت مى بحزم 
يعني حضرتك ناوية تعيشي طول العمر لوحدك يعني
قالت مى بأسى 
ياريت أموت وأرتاح
ليه كده يا مريم ليه بتقولى كده
قالت والعبرات فى عينيها 
تعرفى يا مى دى أكتر حاجه بتمناها او تعتبر الحاجة الوحيدة اللى بتمناها انى أموت وأرتاح أنا عايشة ليه أصلا
تنهدت مى قائله 
استغفرى ربنا يا مريم انتى متعرفيش الخير فين
تمتمت بصوت خاڤت 
أستغفر الله مش قصدى بس ساعات بيطلع منى كلام ڠصب عنى
ابتسكت بضعف قائله 
بس متخفيش عليا أنا كويسة كويسة أوى وبعدين خلاص أنا أخدت على الوحدة يعني لما بكون لوحدى فى البيت مش بكون مضايقة خلاص أنا اتعودت على كده
قالت ذلك ثم شردت راقبتها مى ثم أخرجتها من شرودها قائله 
انتى ليه سبتى حملة شركة المقاولات
تنهدت مريم بحدة وكأنها لا تريد أن تتذكر ما حدث لكنها قصت على مى ما دار بينها وبين خالد بالأمس هتفت مى قائله 
ده انسان مش محترم وقليل الذوق ازاى يقولك كده
قالت بأسى 
أهو ده اللى حصل كل ده عشان بقوله ازاى تمسك ايدي كده
التفتت الى مى وقالت پغضب
كان ماسكنى من دراعى فى وسط الشارع عادى ولا أكن فى حاجه غلط بيعملها لا والبشمهندس كان عايزنى أركب عربيته ونعد فى مكان نتكلم فى الشغل حاجه هم صحيح
سيبك منه وأحسن انك سبتى الحملة بتاعته بلاش حړقة ډم الواحد مش ناقص الأشكال دى كمان
مرضتش طبعا أقول لأستاذ عماد على اللى حصل اتحرجت جدا أقوله الكلام اللى قالهولى وهو بصراحة كان ذوق أوى ووافق على طول انى أبدل مع سهى الحملة اللى هى مسكاها
ابتسمت مى قائله 
عماد طول عمره ذوق ومحترم
قالت مريم بسرعة 
جدا محترم جدا من الرجالة القليين اللى تقابليهم فى حياتك وتحسى فعلا انهم ناس محترمة كفاية انه مش بيرضى يعمل حاجات غلط فى شغله رغم انه ممكن يكسب أضعاف أضعاف ما بيكسب لكنه مانع تماما صور
البنات على التصاميم أو صورة أى حاجة حرام وبيرضاش يعمل حملات دعائية لأى مكان فيه رقص أو خمړة أو أى حاجة حرام بجد ربنا يباركله
قالت مى بخبث 
فينه ييجى يسمع الكلام اللى بيتقال عنه
نظرت اليها مريم پحده قائله 
مى مفيش داعى للكلام ده انتى فاهمة انى بتكلم عادى ومش فى نيتى حاجه
هتفت مى قائله 
ماهو المصېبة ان مفيش فى نيتك
حاجه نفسي مرة أشوفلك نيه مش كويسة
ضحكت مريم قائله 
انتى فظيعه على فكرة
أنا فظيعة أمال انتى تبقى ايه أنا مش عارفه مستحملاكى ليه
ابتسمت مريم 
عشان صحبتى وبتحبينى وعارفه ان أنا كمان بحبك أوى
بادلتها مى الابتسام قائله 
ماشى يا ستى غلبتيني المرة دى
ثم نهضت قائله 
أما أشوف الحجة دى اتأخرت فى الأكل كده ليه
توجهت مى الى المطبخ لمساعدة والدتها وقالت لها 
متحرمش منك يا ماما
ابتسمت أمها قائله 
ده مش عشانك ده عشان مريم
ربنا يكرمك انك سمعتى كلامى ووافقتى نعزمها
قالت أمها بحزن 
دى بنت غلبانه ربنا يصلح حالها والله قلبي بيتقطع عليها ربنا يرزقها بإبن الحلال اللى يعوضها
ثم التفتت الى مى قائله 
هى لسه عايشة لوحدها
قالت مى 
أيوة هتعيش مع مين يعني ملهاش حد تعيش معاه
ولا حتى أهل أبوها أو أهل أمها يعني ملهاش أعمام خيلان خالات
لأ ملهاش حد خالص أهل مامتها ميتين ومامتها كانت البنت الوحيدة ليهم وأهل باباها مش عايشين هنا
قالت أمها بسرعة 
طيب يلا شيلي الأكل معايا نحطه على السفرة اتأخرنا فى الغدا أوى وعندنا ضيفه ميصحش
التف ثلاثتهم حول طاولة الطعام قالت والدة مى 
مريم حبيبتى كلى مبتاكليش ليه
ابتسمت لها مريم بخجل قائله 
باكل يا طنط
هتفت الأم 
ده أكل عصافير يا بنتى كلى كويس يا
حبيبتى ولا مكسوفة انتى

انت في الصفحة 6 من 58 صفحات